الجمعة، 6 نوفمبر 2009

قطار الفجر ..






أعتذر ..
لا لأني قد صدمت قصيدتي ...
بل لأني ...
جعلتك تكتبين بسذاجة الأطفال عني ..
أيقونة الإنشاد ..
قطار يسير خلف الليل ..
دعاء كروان بصحو الفجر ..
وصوت فيروز يهدهد ريما ...
قد كان ذاك الإرث عنك ...
فلم يرق لي من التمثل غير تفاحة الخطيئة ...
والبحث عن ورقة التوت العتيقة ..
وأقول للتاريخ : عفوا ...
وأقول للقلب : عفوا ....
ولجملة منشدين خلف البئر : عفوا ...
فلم أكن سوى أداة تعبرين بها ليلك إلى الحاضر ...
فلماذا قمت بدور الشهرزاد كي تحكين عني ...
والقلب يسرد هائما كل الحكايا ...
يترك محطات الطريق نحو الليل ..
فليخرج سائرا للخلف نحو الداخل مني ...
فلا ضحايا في كذبة الحب أذكياء ..
والضعفاء أوفر حظا من ملوك أشقياء ...
فليمر الركب حول قناديل ببئري ..
يقرؤون تراتيلهم ...
يذبحون قرابينهم ..
ويسخرون بعجلهم ...
فأسبح نحو الواقعي في لجج الخيال ...
ليغرقني المجاز ..
بالأفعال ..
والأضداد ..
والأحداث ...

أنشد بلا وتر ... ولا قيثارة أرضية ...
لدي من الملكوت ما وهبت ... بلا أمنية ...
الليل ينسج في السماء زرقة ...
فيقلعها نهار الصبح بلون أصفر اللهجة ...
فليعتصر ضوء النهار نسج الليل كالكرمة ...
أسائل ساقي القوم عن الذنب الذي أرداه ..
يقول الحب يا أعمىسفير الحزن إلى منفاه ...

وأسأل عن ذنوب الحب ...
يقول الشيخ : وا رحماه ....
فأعبث بفلسفات الغرب ...
فيطرحني غبار الشجو للنور الذي أعلاه ..
تطل على " أفروديت " من شرفة رمادية ...
فأمسك في فلول العقل لئلا تصيبني جنية ...
فيصحو سيزيف من نومه ويأمر لي
بحب امرأة ساديه
يمر الركب ثانية ...
ببئر لم تكن بئرا ...
بقبر يكتبون عليه :
" الآن جاء مهديا "
يموت بسم أفعاه ... ليوم يراها انسية ...
يفوت قطارنا في الليل ...
يصيح كروان بصحو الفجر ...
تنام ريما بصوت فيروز ...
وتهدأ أيقونة الإنشاد ...
ويأخذ آخر كرسيّه ...
فذاك الإرث عنك ... لم يكن يوما .. إلىّ ..


محمد شاهين