في البدء ...
لم أكن نورسا كي أتابع هدأة البحر يوم التقانا ...
تقاسمنا المدى بيننا ..
واستبحنا غيب القيامة ..
أنفاسنا اختلطت
ثم انهزمت ...
ثم اعتلت سقف الغمامة ...
فليغفر لي سيزيف أني استعرت خطيئته ...
وليسأل عن أقدارهم الخاطئون
القائلون :
ذاك العبث الإلهي المرادف للوجود ..
رسمت النار في كفي مضيعا سحر المطر
في وجع الأسطورة ..
أكان الذنب فضيلة حين ارتكبناه ؟ ..
يرضيني
ظلها المرسوم من أثر نيران روما ...
ويرضيها ما يرديها ...
وللشيطان حظ الذئب من الغنيمة ...
أستفيق على حلمها ..
زجاجتين من النبيذ ...
ومخدع للرقيق ..
يكفي احتياجها ...
إن الغرور كآبة ومهابة وسطوة الغفران ...
وليس لدي ما يكفي لذاك الصولجان ..
فقبليني ...
واتركيني ...
أعاود قراءة التوراة والإنجيل والقرآن ...
ولدتني أمي مرغما ...
لم أستتر من عورتي ...
ولبت نداء خارجي ..
لا ترضعيه واتركيه ..
ولم أركض برجلي زمزما ...
ولا لملح الأرض فجرت الأجاج ..
وكان البحر يومك مرضعي ...
ولم يوح إلي الإجابة قبل السؤال ...
يامريم ..
كيف احتملت لدغ الخيانة يوم الصليب؟
كيف احترفت الصبر وباركت العشاء الغريب .؟!
فالنار لا تعلم من الأشياء سوى هشاشتها ...
ولماذا لم تقل حواء لآدم .. لا تفعل ؟!
ونسوة لوط ونوح كن لهم هباءا ...
فليحترقن بكيدهن وغيظهن ...
وليفرح الشيطان بمسهن ...
فالمصيبة أنثى ...
والفجيعة انثى ...
والوجيعة أنثى ..
وكارثة الكوارث أنثى ...
والتاء في لفظ الهزيمة ... كانت الأنثى ...
فالله لم يغضب لمن قال أن الملائكة رجالا..
لكني سأرضى بكوني نورسا ...
يطالع عن كثب ...
مهد النهاية ...
رفعتك فوق العرش ...
فوق المدى المقسوم ...
لبست تاج الأشقياء ...
خلعت رداء الأتقياء ..
وزرت النار بلا ادعاء ...
سجدت تحت العرش مريدا ...
سكنت سجون العفو مزيدا ...
شربت الملح من فيك شرودا ...
وأقول للأشياء مجردا :
ما فعلت خطاياي مرغما ...
وأقول للتجريد مشيئا :
ما كان غير العشق خطيئتي الأولى ...
يضيع مضموني ويبقى الشكل ...
يضيع الشكل ...
ويبقى دمي في أنيابها تذييلا ...
(( أنا لست مني إن نطقت ولم أقل )) ...
أنا لست مني إن عشقت ولم أصل ..
إن الحكاية منتهى صفو الملوك ..
والنوارس
لا تطيق غير الموت في مجرى القلوب ..
لكني سأرضى بكوني نورسا ...
يطالع عن كثب ...
كل النهاية ....
محمد شاهين